تاريخ دراسة الذاكرة في علم النفس | مدونة علم النفس



تاريخ دراسة الذاكرة في علم النفس


 تعريف الذاكرة هي إحدى العمليات المعرفية فالداكرة هي تخزين لتلك المعلومات التي تم اكتسابها فترة من الزمن قد تطول و قد تقصر بهدف استرجاعها عند الحاجة إليها

البدايات الأولى لعلم النفس العصبي للذاكرة

في سنة 1804 أصدر الفيلسوف الفرنسي MAINE DE BIRAN مصنفا أكد فيه بأنه لا يمكن اعتبار الذاكرة كيانا واحدا وقد ميز بين تلات أنماط للذاكرة بحيت يشتغل كل شكل باستقلال عن الآخر وهده الأنماط هي الذاكرة التمتيلية التي تسمح بتدكر الاحدات و الذاكرة الآلية و أيضا الذاكرة الحسية المتعلقتان بالتعبير اللاشعوري عن بعض أنواع السلوك.
وفي الفترة نفسها وصف فرانز يوسف غال FRANZ JOSEPH GALL الأصناف الفردية للداكرة بفضل ملاحظاته على تنوع الذاكرة الفردية وقد كتب سنة 1819 ما يلي : " من بين العديد من الزملاء كان البعض يحفظ الأشياء عن ظهر قلب بسهولة حتى و لو لم يفهمها أما البعض الآخر فلم يكن يتوفر على هده السهولة في الحفظ وكان يستحضر الوقائع وكان يستحضر الوقائع والأشخاص بطريقة خاصة وهناك أفراد كانوا يتميزون بقدراتهم الهائلة على تدكر الاماكن و تحديدها و توجيهنا  عبر مسالك غير معروفة لدينا ومنهم من كانوا يرددون مقطعا موسيقيا دون ارتكاب أي خطأ وكان آخرون يندكرون الأرقام والتواريخ بالخصوص  الخ .. " .
و أضاف بعد دلك قائلا يتعين أن توجد أشكالا عديدة للداكرة و ملكات مختلفة أساسا و بالتالي لا يوجد عنصر واحد و وحيد مخصوص للذاكرة.
وكان علينا انتظار نهاية القرن التاسع عشر لمعاينة الدراسات التجريبية الأولى والحقيقية للذاكرة ففي سنة 1885 أصدر عالم النفس الألماني ابينغاوس HERMAN EBBINGHAUS أول عمل حول قياس الذاكرة دلك أن معالجة هده الأخيرة من منظور سيكولوجي أدى بالضرورة إلى تقييم هده الوظيفة تجريبيا و لقد اعتمد ابينغاوس EBBINGHAUS  طريقة كمية لدراسة عدد كبير من ظواهر الذاكرة ويمكن التعرف على أعماله من خلال بالتفصيل ضمن مؤلف سيرج نيكولا SERGE NICHOLAS الدي استقى منه التجربة المرجعية الملهمة للعديد من الباحثين المهتمين بدراسة الذاكرة و يتعلق الأمر بمقاربة كمية للنسيان قائمة على تعلم 163 سلسلة من 13 مقطعا  لا معنى لها لكنها قابلة للتلفظ و دام التعلم الأول إلى حدود الاستظهار المتكرر للسلسلة دون أخطاء وتم تكراره خلال مدة تتراوح بين ربع ساعة و شهر وقد بينت النتائج بأن النسيان يكون سريعا جدا مند الساعات الأولى وبأن %80 في المائة من المادة المحفوظة تنسى بعد شهر من تعلمها  .
وعند نهاية القرن 19 الغني بالتساؤلات حول وحدة او تعدد الداكرة ظهر مؤلف وليام جيمس الموسوم بمبادئ علم النفس وقد وضع هدا السيكولوجي الامريكي تقابلا بين داكرة اولية تسمح بالحفاظ بشكل واع ولمدة محددة على الإدراك أو الأفكار وذاكرة تانوية تسمح باسترجاع العناصر المختفية إلى حظيرة الوعي وهكذا أقرت أعمال جيمس بفكرة الطبيعة المركبة للداكرة وهي الفكرة التي لن تفرض نفسها إلا بعد مرور نصف قرن .
لقد ظلم علم النفس إلى حدود الخمسينيات من القرن العشرين خاضعا لتيار ظهر عند بداية القرن المذكور و ارتكز على تحليل السلوك القابل الملاحظة و نقصد بدلك السلوكية و قد استلهم هدا التيار  الأعمال الشهيرة للعالم الروسي ايفان بافلوف ivan pavlov حول الاشراط لدى الحيوانات فصوت الجرس الدي يسبق بانتظام تقديم الطعام للكلب يكفي وحده لاتارة ردود أفعال حركية و لعابية عادة ما يصدرها الحيوان أمام الطعام.
ولن تقبل السلوكية سوى بما هو قابل للملاحظة و القياس موضوعا للبحت العلمي و فوق دلك ستعتبر النشاط الدهني المتوقع بين المتير و الاستجابة السلوكية بمتابة علبة سوداء لا يمكن دراستها علميا وقد انحصرت المعالجة السيكولوجية للذاكرة في إطار ظواهر الاشراط الترابطي البافلوفي أو المرتبط اجرائيا بالفعل فمتلا الفأر الموضوع داخل قفص وامامه رافعتان سيتعرف بسرعة على سرعة الرافعة التي تقرب له الطعام و في الحقيقة فإن إبعاد علم النفس السلوكي لكل شكل من أشكال الدراسات الاستبطانية للداكرة حد من تنوع و غنى الابحات التجريبية في هدا المجال .
وهكذا فإن الأشكال المختلفة للداكرة المقترحة من وليام جيمس ستختزل في النموذج السلوكي المهيمن على علم النفس مند أكتر من نصف قرن وستدمج و تدرس من خلال التعلم و الاشراط .
لكن وبفعل تطور علوم التواصل و المعلوميات تم التخلي تدريجيا عن السلوكية ابتداءا من ستينيات القرن العشرين ودلك لفائدة علم النفس المعرفي وقد اعتبرت هده الأخيرة الدماغ آلة تعالج المعلومات على شاكلة الحاسوب ودلك وفق إجراءات متتالية حددت كالآتي :
الإحاطة بالمعلومة وترميزها انطلاقا من سنن أو شفرة رمزية تم تخزينها و استدعاؤها وفك رموزها و الخروج في النهاية .
وشكلت دراسة الداكرة أهم ميدان تطبق فيه هده المقاربة بحيت أصبحت إشكالية مركزية في العلوم المعرفية و الدراسات المتعلقة بوظائف الدماغ بتفعيل مادة تخصصية وهي علم النفس العصبي المعرفي التي تقوم على المسلمة الآتية وهي أن كل نشاط نفسي يرتكز على عملية دماغية
2 - انبتاق الذاكرة المتعددة
رغم محاولات التنويع التي قام بها بها مين دوبيران Maine debiran بفرنسا و وليام جيمس بالولايات المتحدة الأمريكية عند نهاية القرن 19 فإن وحدة الذاكرة ظلت مقبولة بشكل كبير إلى حدود خمسينيات وستينيات القرن العشرين .
وتعود مبادرة تجزىء الذاكرة إلى دونالد هيل Donald hell الديأصدر سنة 1944 عملا ميز فيه بين الذاكرة قصيرة المدى وهي ترتكز على النشاط الكهربائي المؤقت للدماغ والذاكرة دات المدى الطويل وهي قائمة على تطور التحولات الكيميائية العصبية الاكتر رسوخا .
وفي السنوات اللاحقة فرضت تعددية الداكرة نفسها بفضل الدراسات في مجال السيكولوجية العصبية التجريبية التي قابلت بين الاضطرابات المعرفية و التشوهات الدماغية


المرجع كتاب الذاكرة أسرارها و آلياتها -لورون بوني-ص 18 إلى ص 25 -المترجم عز الدين الخطابي .




مقالات قد تعجبك أيضا 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تجيب الشخص الذي يسألك عن عمرك | مدونة علم النفس

علامات على أنها لم تعد تحبك | مدونة علم النفس

علامات تدل على أنها تريد التخلي والإنفصال عنك| مدونة علم النفس

المرأة أم عيون زايغة خطر يهدد الراغبين بالزواج

اكتشفي كيف يتلاعب الرجل المخادع بالمرأة التي تحبه | مدونة علم النفس

تفاصيل في جسد الرجل تجدب المرأة | مدونة علم النفس

لمادا قد يكرهك أحد الأشخاص بدون سبب | مدونة علم النفس

سيكولوجية الحس المشترك السيكولوجية العلمية

علامات تؤكد أن المرأة لم تعد تحب حبيبها - مدونة علم النفس

التمييز بين الطلبة في الجامعات من طرف أساتذة الجامعات | مدونة علم النفس